أصبحت دبي واحدة من أهم المدن في العالم في مجال الطيران المدني ومنافسا شرسا للكثير من كبرى المطارات وشركات النقل الجوي الأسيوية، فما هي الأسرار وراء ذلك النجاح الذي تحقق في السنوات الأخيرة؟ مجلة فوربس حاولت الإجابة عن هذا السؤال في تقرير مفصّل.
"النجاح يكمن في موقع دبي- فهي المركز الأقصى من ناحية الشرق لأوروبا والأقصى من ناحية الغرب لأسيا"، هكذا يؤكد البريطاني المخضرم ستيوارت أنجوس الذي عمل 19 عاما في مجموعة الإمارات.
العام الماضي احتل مطار دبي المركز السابع من حيث أعداد المسافرين الذين بلغوا 66.4 مليون شخص، ويتوقع هذا العام أن يتجاوز مطارات طوكيو وهيثرو اللندني ولوس أنجلوس وأوهير في شيكاغو ويقفز إلى المركز الثالث خلف بكين وأتلانتا.
وبفضل غياب الثلوج التي تزيلها المطارات الأخرى عن المدارج وإضرابات النقابات العمالية، علاوة على الموقع الذي يبعد 8 ساعات عن ثلثي سكان العالم، اقتنص طيران الإمارات وشركات أخرى مثل قطر والإتحاد حصصا ضخمة من حركة الطيران من الخطوط الجوية السنغافورية وشركة كاثي باسيفيك.
في الواقع وعلى مدار السنوات العشر الماضية، تحولت الركيزة الأساسية التقليدية في حركة السفر الدولية من مسار أمريكا الشمالية- أوروبا عبر الأطلسي إلى المسار فوق البر إلى أسيا، والذي يمر الآن في العادة عبر دبي.
ويقول الخبير الاسترالي أندرو تشارلتون "أي شخص يمكنه ربط بلد ما بآسيا هو في موقف أفضل من آخر لا يسعه ذلك".
وفي طليعة غزو طيران الإمارات للقارة الأسيوية، يقع اتحاد النقل الجوي الوطني لدبي أو (دناتا) الذي يقدم خدمات المطارات مثل توفير الوجبات للرحلات الجوية وتخليص أعمال الشحن والإمداد بموظفي مكاتب تسجيل الوصول.
لقد وعى طيران الإمارات ودناتا الدرس من سنغافورة وأسسا علاقتهما على غرار شراكة الخطوط الجوية السنغافورية مع شركة خدمات مطار سنغافورة التي ساعدت في تحويل البلاد إلى محطة دولية رئيسية.
ومنذ 2010، قفزت الإيرادات السنوية لدناتا بواقع 75 بالمائة لتسجل 2.1 مليار دولار العام الماضي، وفي ظل الخطط الصينية الرامية إلى إضافة أكثر من 30 مطارا بنهاية العام المقبل، تتوقع الشركة زيادة نشاطها في البر الرئيسي الصيني.
لكن المنافسة على النشاط الأسيوي ربما تزداد شراسة عما قريب، حيث ستسمح اتفاقية للسماوات المفتوحة تدخل حيز التنفيذ العام المقبل للدول العشر في رابطة (آسيان) بالتحليق بحرية داخل المنطقة دون تصريح خاص وقد تزيح طيران الإمارات من مسارات في مدن ثانوية أسيوية.
وفي الداخل، تظل مشكلة دبي الرئيسية هي التعامل مع النمو السريع في حركة الطيران- حيث يتوقع أن يستقبل مطارها العام المقبل 75 مليون مسافر، لكن الإمارة تبني مطارا ضخما في منطقة جبل علي هو مطار آل مكتوم الدولي الذي سيضم خمسة مدارج ويستوعب 160 مليون مسافر بعد استكماله في 2020.
وبعد انتهاء العمل فيه، ستكون دناتا مسئولة عن تشغيل أكبر منشأة للشحن الجوي في العالم والتي ستتولى 12 مليون طن من البضائع سنويا.
لكن بطبيعة الحال، التوسع في دبي أسهل كثيرا مما هو في المدن المنافسة كثيفة السكان التي تطوقها المباني من كافة الجهات.
ويقول جون كونواي نائب رئيس دناتا لعمليات مطار دبي "مقارنة بالمطارات الرئيسية حول العالم- فرانكفورت، هونغ كونغ، سول- فإننا هنا نستصلح الصحراء...لو أردت أن تكون في مجال الطيران المدني، فهناك مكان واحد تود أن تكون فيه حاليا: دبي".
يبقى أن نعرف أن قطاع الطيران المدني خلق 250 ألف وظيفة في دبي ويسهم بنسبة 28 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي للإمارة، بحسب مؤسسة أكسفورد إكونوميكس الاستشارية للأبحاث.
Top
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق