إختتم أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمس، زيارة لطهران استمرت يومين، بلقائه مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي الذي اعتبر أن أمن الخليج «مرهون بالعلاقات السليمة بين دوله»، لافتاً إلى تعامل بلاده معها بـ «رحابة صدر».
ووَرَدَ في بيان مشترك أن الجانبين يعتزمان «النهوض» بعلاقاتهما، كما شددا على وجوب «تعزيز نهج الاعتدال والعقلانية في المنطقة»، والسعي إلى «تسوية مشكلاتها وإزالة المخاوف» من خلال إحلال «الأمن والاستقرار».
وقال مصدر لـ «الحياة» إن خامنئي والشيخ صباح الأحمد عقدا خلوة دامت نحو ساعة، قبل لقائهما في حضور الوفد الكويتي ومسؤولين إيرانيين. ولم تُسرّب معلومات عن فحوى المواضيع التي طُرحت خلال الاجتماع المغلق، لكن المصدر أشار إلى مناقشة العلاقات الإيرانية- السعودية وآلية استيعاب التطورات في سورية، بما يخدم العلاقات الثنائية والإقليمية.
واعتبر خامنئي أن «أمن الخليج مرهون بالعلاقات السليمة والجيدة بين كل دوله»، مشدداً على أن «إيران تسعى دوماً إلى علاقات سليمة مع جيرانها». ورأى أن «الخلاف والتباعد بين دول المنطقة سيُسرّان الأعداء المشتركين»، لافتاً إلى أن طهران «تعاملت دوماً معها برحابة صدر». وأشار خلال اللقاء الذي حضره الرئيس الإيراني حسن روحاني، إلى «وقوف إيران إلى جانب الكويت في الظروف الحساسة خلال السنوات الماضية»، مشيداً بـ «المواقف الخيّرة والحكيمة للكويت إزاء تطورات المنطقة».
ودعا إلى «فتح صفحة جديدة في العلاقات الاقتصادية» بين البلدين، لافتاً إلى أن «تطوير العلاقات بين الكويت والعراق يخدم مصلحة المنطقة».
وأعلن خامنئي أن إيران «تؤيد ما يقرره الشعب السوري»، معرباً عن أسفه لأن «دولاً في المنطقة ليست متنبهة إلى خطر الجماعات التكفيرية، وما زالت تدعمها». وحذر من أن «هذه الجماعات ستصبح في مستقبل غير بعيد، وبالاً على تلك الدول الداعمة التي ستُضطر إلى القضاء عليها بثمن باهظ».
ونسبت وكالتا «فارس» و «مهر» الإيرانيتان للأنباء إلى أمير الكويت قوله إن خامنئي «مرشد للمنطقة كلها»، مضيفاً أن الكويت «على استعداد تام لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، واتُفِق في محادثات طهران على رفع مستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية».
كما نقلتا عن الأمير وصفه العلاقات بين الكويت والعراق بأنها «جيدة جداً»، وقال: «المسؤولون العراقيون أصدقاء للكويت»، وأعرب عن أمله بـ «تسوية مشكلات سورية عبر طرق سلمية على أساس مطالب الشعب».
لكن وكالة الأنباء الرسمية الكويتية (كونا) نقلت عن الشيخ صباح الأحمد قوله إن لقاءه خامنئي عكس «روح الصداقة وعمق العلاقات المتميزة التي تربط البلدين والشعبين الصديقين، والعمل لتعزيز مسيرة التعاون بينهما في كل المجالات، بما يخدم مصالحهما المشتركة».
وأشارت «كونا» إلى إصدار الكويت وإيران بياناً مشتركاً، أفاد بأن زيارة الشيخ صباح الأحمد لطهران «تشكّل منعطفاً مهماً في العلاقات بين البلدين». كما أكد الجانبان «ضرورة استمرار مساعيهما لمزيد من النهوض بالتعاون والاستغلال المناسب للطاقات المتاحة، في إطار تأمين طموحات شعبيهما».
وشددا على «مواجهة التحديات وتسوية مشكلات المنطقة وإزالة المخاوف، على طريق إقرار الأمن والاستقرار». وأشار الجانبان إلى «خطر تنامي التطرف والعنف والنزاعات الطائفية في المنطقة»، وأكدا «تعزيز نهج الاعتدال والعقلانية». كما دعا الشيخ صباح الأحمد روحاني إلى زيارة الكويت.
ونقلت «كونا» عن وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، تأكيده أن نتائج زيارة الشيخ صباح الأحمد لطهران «بنّاءة وستعود بالنفع على البلدين والمنطقة». ودعا إلى «علاقات طبيعية بين إيران ودول المنطقة»، معتبراً أن طهران «ركيزة من ركائز الأمن والاستقرار» فيها. وأعلن «حرص الكويت على التواصل مع طهران، للتوصل إلى تفاهم حول كل القضايا التي تهم الإقليم والمنطقة».

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

 
أخباركاينا ولا مكايناش © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger
Top